.تأثير ظاهرة مانديلا تجعلنا نتساءل حتى عن أكثر الذكريات دنيوية من الماضي
في يونيو 2019، جُعِلَ من ظاهرة مانديلا موضوعَ لغزِ الكلمات المتقاطعة الشهير في نيويورك تايمز وعُرِّفَت على أنها “تحسين حديث
للذاكرة الخاطئة التي تشير عادةً إلى ثقافة البوب (ثقافة البوب لا تعني هنا الثقافة الشعبيّة، إنما نقصد المواد الترفيهيّة التي تحظى بشعبيّة عالميّة) أو مراجع الأحداث الحالية”. تم تسميت الظاهرة هذه من قبل الباحثة فيونا بروم وهي تتذكر شيئاً لا يتطابق مع السجلات التاريخية
“Febreeze” على سبيل المثال، الأشياء التي تستخدمها لجعل رائحة منزلك منعشة ليست
أحبت بروم فكرة أن تأثير ظاهرة مانديلا، أو حتى الآخرين الذين يزعمون أنهم يتذكرون بوضوح أحداثاً أو تفاصيل مختلفة، يمكن أن تكون دليلًا على أننا موجودون في حقائق بديلة. لسنا متأكدين تماماً من أن هذه هي الحقيقة، لكن هذه المقارنات بين الاعتقاد السائد والواقع قد تجعل فكوكنا تصطدم بالأرض أثناء الكتابة. هناك ٤٠ مثالاً مشهوراَ على هذه الظاهرة تستطيع الإطلاع عليهم هنا
من أين أتت تسمية هذه الظاهرة؟
توفي نيلسون مانديلا، الذي سميت هذه النظرية باسمه، في 2013
ومع ذلك، يتذكر عدد لا يحصى من الناس بوضوح وفاته في السجن في الثمانينيات. لكن موته ليس المثال الوحيد لتأثير مانديلا. لقد كنا مخطئين بشأن الكثير من التواريخ والتفاصيل والمزيد استمر في اللحظات الأكثر شيوعاً في التاريخ
الحياة مثل علبة من الشوكولا
ليس ما قاله فورست غامب (الذي لعب دوره الممثل توم هانكس المذهل) بعيداً عن هذه الظاهرةً في الواقع
“إذا استمعت عن كثب لجملته سوف تسمعه يقول، “كانت الحياة مثل علبة شوكولاته
بينما الجميع يتذكر و يردد قوله كالتالي : الحياة علبة شوكولاته
الذاكرة المخزّنة تخدعك
يمكنك استرجاع ذكرى من دماغك، لكن الوقت والتذكر غير المتكرر يمكن أن يجعلك تعيد الذكريات معًا بطريقة مختلفة قليلاً حيث لا يكون تذكرك لحدث ما تصويراً دقيقاً
كيف يمكنك التعرف على ذكرى زائفة؟
لن نكذب – من الصعب حقاً التعرف على ذكرى زائفة. عادةً ما تكون الطريقة الوحيدة لمعرفة أن ذاكرتك خاطئة أو حقيقية هي دعم قصتكبأشخاص آخرين أو بأبحاث
إذا كنت تتذكر قولاً معيناً، فيمكنك البحث عنه من موقع أو مواقع موثوقة، أو محاولة تأكيده مع الآخرين
أيضاً، قد تؤثر قدرات الأشخاص عبر الإنترنت على تغيير الصور والشعارات والأقوال على استرجاعك للعنصر الأصلي
إحدى مشاكل إثبات قصة ما مع الآخرين هي أن الناس يميلون إلى تأكيد ما يعتقده الآخرون أنه صحيح
تجميع الذكريات الزائفة
هناك أمثلة لعدة أشخاص مختلفين يتشاركون ذات الذاكرة غير الصحيحة. تمت تسمية هذا التأثير كما ذكرنا أعلاه مِن قبل فيونا بروم، حيثوصفت بالتفصيل كيف تذكرت وفاة نيلسون مانديلا في السجن في الثمانينيات، قبل فترة طويلة من انتخابه رئيساً لجنوب إفريقيا في عام1994. قالت إنها تتذكر كيف انتهت الوفاة في وسائل الإعلام وكيف ألقت أرملته ويني مانديلا خطاباً فيما يتعلق بجنازته. الشيء الفريد هو أن الأشخاص الآخرين الذين سمعوا عن نسخة بروم وافقوا وقالوا إنهم تذكروا نفس الشيء بالضبط
الكون البديل
بعض المجموعات والتي لديها ميل للتصوف وتصديق الظواهر الخارقة،فسّـرت هذه الذكريات ايضا وفق هذه النظرية حيث لا يمكن
.أن تكون مصادفة
إن تأثير مانديلا ماهو في الحقيقة الا بسبب وجودِ أكوانٍ موازية مختلفة حيث مات مانديلا بالفعل في السجن، و أنه كان للقرد نيك (لقباً) كيوريوس في الواقع ذيل وما إلى ذلك، وأن الحقائق من هذه الأكوان أحياناً “تتسرب” إلى وعينا
على ماذا تعتمد؟
. الخطأ ويمكن تفسيره بسهولة تامة بظواهر مثل الذكريات المكبوتة والتشاؤم الحقيقة أكثر واقعية، أي أن الناس غالباً ما يتذكرون
لكن لماذا يتشارك الكثير من الناس ذكريات خاطئة متطابقة؟ إذا تجاهلنا حقيقة أن الذكريات ليست “متطابقة” كما يُزعم، فيمكن للمرء أن يجد أسباباً طبيعية للارتباك إذا نظر المرء إلى كل حالة على حدة
توفي مقاتل من أجل الحرية من جنوب إفريقيا يُدعى ستيف بيكو في حجز الشرطة عام 1977
.وربما خلطه الكثيرون مع مانديلا ، الذي جعل بيكو نموذجاً يحتذى به
هذه التفسيرات أكثر عقلانية بكثير مما نحصل عليه من نبضات الذاكرة من الأكوان المتوازية على الرغم من أنها ليست خيالية ومذهلة للتفكير
ونحن في مجتمعاتنا العربية قد مرّت ذاكرتنا حتماً بهذا النوع من المغالطات الناتجة عن تأثير مانديلا دون أن نعيَ ذلك، او لم نضع يوما ما اعتقدناه حقيقة خالصة موضع تساؤل او شك. وقد آثرنا في شبكتنا عدم تعداد أمثلة خشية أن نحرف المقال في اتجاه واحد فقط لكن وببعضٍ من التفكير سيظهر لكل منا مغالطة معينة تنبه لها الآن فقط. لا نستطيع اكتشاف ذلك إلا إذا تساءلنا وسألنا من حولنا عن أصل مانعتقد أنه حقيقة. فشاركونا اعتقاداتكم ومعرفتكم علنا نتوصل معاً إلى امثلة مشتركة
إعداد و ترجمة فريق آينيسيس
تدقيق لغوي روكسانا سيمونيه

Leave a Reply