التنمية المستدامة في نظام الآر الرباعية

في السنوات الأخيرة ، أدركنا أنّ التنمية المُستدامة تعني الجوانب الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة ، وعملنا من أجل تحقيق ذلك (طبعاً المجال التقنيّ والعلميّ يصبّ في خدمة الجانب الاقتصاديّ، والمجال الصحيّ يصبّ في مصلحة الجانب الإجتماعيّ والبيئيّ إلخ)، عبر كل قرار نتّخذه في عملنا و كذلك بالعمل المدنيّ، نحاول التفكير من منظور الجوانب الثلاث ونوازن قرارنا بما يضمن تقاطعها معاً (انظر إلى الصورة أدناه) لتحقيق أقصى مستوى من الفائدة.

من خلال مواكبتنا لكلّ جديد ، إطلعنا على بحث جديد يطرح نظام إداريّ حديث أُُطلق عليه اسم “الآر الرباعيّة” R4 يقترح إعادة تصميم العالم، و يأخذ بالاعتبار جانباً رابعاً، إضافة لِما ذكرناه أعلاه في الصورة, ألا وهو جانب “الإبداع و الابتكار” (شبكة أينسيس تعتمد مُصطلح التطوير الإبتكاريّ والإبداع المُوجّه في عملها) .. البحث الجديد للخبير ماغنوس پينكر، وأحببنا هنا أنّ نُلَخِّص فحواه لنستفيد منه جميعاً، و نواكب آخر التطوّرات في العالم.

يقول مارك كارني، مدير بنك إنجلترا، تغيّر المناخ هو مأساة المستقبل. لسنا بحاجة إلى جيش من الخبراء من أصحاب السلطة لإخبارنا بأنّ الآثار الكارثيّة لتغيّر المناخ ستفوق الحدود التقليديّة لمعظم الجهات الفاعلة – مما سيفرض على الأجيال القادمة دفع الفاتورة، إذ لا يملك الجيل الحاليّ حافزاً مباشراً لإصلاحها.

لماذا علينا “حُكماً” أن نهتم و نواكب الحوكمة البيئيّة والاجتماعيّة والمؤسساتيّة ؟

إذا لم تتخذ دولنا إجراءات تفوق ما التزمت به الحكومات حتى الآن ، فإن متوسط درجة الحرارة العالميّ سيرتفع بمقدار ٢،٧ درجة قبل نهاية القرن ، وهذا الارتفاع يُشير إلى نتائج قريبة من تبخّر الكثير من مقومات وجودنا التي يُعتبر وجودها من البديهيات. إنقاذ البشريّة و الأرض ، سيتطلّب عملاً حقيقيّاً على المديين القصير والطويل. على المدى القصير – يوجد اليوم الكثير من الكلام والمحاولات ، و لكن للأسف ، القليل من التأثير الفعليّ.

توصف الممارسات البيئيّة والاجتماعيّة وحوكمة الشركات ، والتي تعرف اختصاراً بالإنجليزيّة بـ إي إس جي (ESG) بالمجالات الرئيسيّة الثلاث الأكثر أهميّة ، والتي تمّ تطويرها لتكون المعيار الرئيسيّ لقياس الاستدامة ، والتأثير الأخلاقيّ للاستثمار في الشركة أو الأعمال التجاريّة . وفي إطار تلك المجالات الثلاث ، تدخل مجموعة كبيرة من الاهتمامات التي يتمّ تضمينها ، بشكل متزايد ، ضمن إطار العوامل غير الماليّة ، والتي تظهر في تقييّم حقّ المساهم و المؤسسات التجاريّة وكل استثمارات الدخل الثابت . ويُعدّ مُصطلح الحوكمة البيئيّة والاجتماعيّة وحوكمة الشركات هو المُصطلح الشامل للمعايير المُستخدمة فيما أصبح يُعرف باسم الاستثمارات المسؤولة من الناحية الاجتماعيّة.

وقد قام الاتحاد الأوروبيّ وشركات الاستثمار الاجتماعيّ ، خلال السنوات الأخيرة ، بأنشطة هدفها إدخال و ترسيخ الحوكمة البيئيّة والاجتماعيّة والمؤسساتيّة . بالفعل ، وقّع أكثر من 3000 مُستثمر ، يمثلون مؤسسات تُقدّر قيمة أصولها بأكثر من 100 تريليون دولار أمريكيّ ، على مبادئ الاستثمار المسؤول ، وهي مجموعة من مبادئ الاستثمار المُرتبطة بالحوكمة البيئيّة والاجتماعيّة والمؤسساتيّة ، وبالتالي تعهّدوا بتضمينها في قراراتهم الاستثماريّة المُتخذة.

The PRI is the world’s leading proponent of responsible investment

علاوة على ذلك ، تمّ دمج مبادئ في تقارير الاستدامة الإلزاميّة في الاتحاد الأوروبيّ ، لجميع الشركات التي تضم أكثر من 500 موظف . كما يُركّز المستثمرون الأفراد ، ولا سيما جيل الألفيّة و الجيل الذي يليه المتعارف عليه باسم جيل ذيتا ، بشكل مُتزايد على الاستثمارات التي تتوافق مع قيمهم . يقوم هؤلاء المستثمرون بدمج تلك الاعتبارات في قراراتهم الاستثماريّة الفرديّة . تظهر نفس الاتجاهات في سوق العمل ، حيث يميل العمّال الشباب إلى القبول بفكرة خفض رواتبهم مقابل العمل في شركة مسؤولة اجتماعيّاً . هناك دليل على أن الأداء الجيد يرتبط ارتباطاً إيجابيّاً بالنتائج الماليّة الجيدة والعكس صحيح أيضاً .

قياس قدرات الابتكار و”التحوّل الأخضر”

للمُضيّ قُدماً باتجاه حالة التجدّد التي نقوم من خلالها باستعادة وإصلاح المحيط الحيويّ والمجتمع والاقتصاد ، نجد أنّه من الضروري خلق قيمة مُضافة ، فالبحث الذي بين أيدينا يُؤكّد على أنّ أقل من 10 ٪ من جميع المؤسّسات لديها القدرة على الابتكار و التجديد – مما يجعل من المستحيل التحوّل بشكل أساسيّ ، و لكن ، من خلال التقييم وبناء القدرات الصحيحة ، يكون الانتقال من الحلول التفاعليّة ، التي تنوجد كردّة فعل ، إلى الحلول السابقة لزمانها أمراً مُمكناً ، ويُمكن أن يؤدّي ذلك إلى عملية مُنظّمة ونهج يعتمد على البيانات.

كيف علينا أن نتعامل مع هذا التحديّ؟

لقد قام الباحثون بتطوير إطار عمل ، يجمع 12 ركيزة موزّعة على أربعة فئات يُمكننا قياسها وتحليلها والعمل بها ، وهي أداة تقيّيم تساعد الشركات على فهم كيفيّة التحسّن في مسألة الابتكار من خلال النتائج المُحدّدة التي يتمّ قياسها في تقارير الاستدامة البيئيّة القياسيّة . بالإضافة إلى ذلك ، قد تكون بعض ممارسات الابتكار التي يتم قياسها بواسطة TESTOVENOVATION TM مُدخلات ذات صلة مباشرة بأنظمة إعداد التقارير.

يُعدّ الاقتصاد الدائريّ نموذجاً للإنتاج والاستهلاك ، والذي يتضمن ثلاثية آر

R Reduce, Reparera, Renovera

بمعنى التقليل (و استبدال التملّك بالمشاركة و الآجار) ومن ثمّ وإعادة الاستخدام (الإصلاح والتجديد) وإعادة تدوير المواد والمُنتجات الحاليّة لأطول فترة مُمكنة . يهدف الاقتصاد الدائريّ إلى معالجة التحدّيات العالميّة مثل تغيّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجيّ، والنفايات والتلوّث من خلال التأكيد على التنفيذ وفقاً للتصميم القائم على ثلاثة مبادئ أساسيّة .

المبادئ الثلاثة المطلوبة للتحوّل إلى اقتصاد دائريّ هي :

1. القضاء على النفايات والتلوّث

2. تداول المنتجات والمواد

3. تجديد الطبيعة

في الواقع، غالباً ما يقدّم الاقتصاد الدائري مبادئ جديدة في الاقتصاد الخطيّ التقليديّ تدعو إلى نظام التفكير المُتجدّد .

يُشير مُصطلح البيئة إلى استخدام الموارد وتكديس النفايات وتأثيرات أنشطة الشركات على الكوكب بشكل عام. إنّ الحدّ من انبعاث الغازات المُسبب للاحتباس الحراريّ، والانتقال إلى مصادر الطاقة المُستدامة، وتقليل النفايات البلاستيكيّة وغيرها من النفايات، وحماية التنوّع البيولوجيّ هي مبادرات مُشتركة ترمي إلى تحسين الجزء البيئيّ.

في الاقتصاد الخطيّ التقليديّ، يتمّ تحويل الموارد الطبيعيّة إلى مُنتجات مُعدّة لتُصبح، في النهاية، نفايات بسبب طريقة تصميمها وتصنيعها ، غالباً ما يتمّ تلخيص هذه العمليّة على أنّها “خُذ ، واعمل ، واهدر” .

على النقيض من ذلك، يقوم الاقتصاد الدائريّ على إعادة الاستخدام والمُشاركة والإصلاح والتجديد وإعادة التصنيع وإعادة التدوير لإنشاء نظام الحلقة المُغلقة، والتقليل من استخدام مُدخلات الموارد وخلق النفايات والتلوّث وانبعاثات غاز الكربون .

يهدف الاقتصاد الدائريّ الحقيقيّ إلى إبقاء المُنتجات والمواد والمعدّات والبنية التحتيّة قيد الاستخدام لفترة أطول ، وبالتالي تحسين كفاءة وضمان ديمومة الطرق التي نستخدم بها هذه الموارد ، وتصبح مواد النفايات والطاقة مدخلاً لعمليات أخرى ضمن سلسلة الاستدامة ذات الطابع البيئيّ والماديّ ، سواء عبر استخدامها كمواد تدخل في عمليات صناعيّة أخرى ، أو كمصادر مُتجدّدة في الطبيعة (مثل السماد العضوي)

ظهر تفكير جديد مع إدخال العامل R الرابع – التطوير الإبتكاريّ والإبداع الموجّه – ، كان التركيز على هذا الجانب التجديديّ أقل تاريخيّاً ، لكنُه في الواقع جزء حيويّ من وجهة نظرنا – نموذج 4R .

يعكس نموذج 4R الخاصّ بنا أربع خطوات واضحة :

1. الحدّ من استخدام الوقود الأحفوريّ بما يتماشى مع الممارسات الخالية من الكربون (على سبيل المثال، في عملية تصنيع الحديد لإنتاج الفولاذ، حيث تحتلّ السويد الصدارة).

2. إعادة الاستخدام (وذلك من خلال التشّجيع ، من خلال القوانين التي تنصّ على إعادة استخدام الأشياء التي يمكن إصلاحها ، كما هو الحال ، على سبيل المثال، في فرنسا).

3. إعادة التدوير (بنسبة 90 في المئة في معظم أنحاء العالم المُتقدّم).

4. التطوير الإبتكاريّ والإبداع المُوجّه.

قياس قدرات الابتكار والتحوّل الأخضر.

للمُضيّ قُدماً نحو حالة التجدّد التي نقوم من خلالها باستعادة وإصلاح المحيط الحيويّ والمجتمع والاقتصاد، نرى أنّه من الضروري خلق قيمة مُضافة ، فالبحث الذي بين أيدينا يُؤكّد أنّ أقل من 10 ٪ من مُجمل المؤسّسات لديها القدرة على الابتكار و التجديد – مما يجعل من المستحيل التحوّل بشكل عميق. و لكن من خلال التقيّيم وبناء القدرات الصحيحة، يُصبح الانتقال من الحلول التفاعليّة التي تنوجد كردّة فعل إلى الحلول السابقة لزمانها أمراً مُمكناً، ويمكن أن يُؤدي ذلك إلى عملية مُنظمة ونهج يعتمد على البيانات.

كيف علينا أن نتعامل مع هذا التحديّ؟

قام الباحثون بتطوير إطار عمل SOI يسمى Sustainovation360TM ، والذي يضم 12 ركيزة في أربع فئات يمكننا قياسها وتحليلها والعمل بها. الاستدامة هي أداة تقيّيم تساعد الشركات على فهم آلية تحقيق التحسّن بالابتكار وذلك عبر النتائج المحدّدة التي يتمّ قياسها في تقارير الاستدامة البيئيّة القياسيّة . بالإضافة إلى ذلك ، قد تكون بعض ممارسات الابتكار التي يتمّ قياسها بواسطة TESTOVENOVATION TM مُدخلات ذات صلة مباشرة بأنظمة إعداد التقارير.

الالتزام على مستوى المؤسّسة. تنعكس أهميّة التطوير الإبتكاريّ و الإبداع المُوجّه نحو الاستدامة (SOI) في استراتيجيّة المؤسّسة ويدعمها فريق القيادة بأكمله والثقافة التنظيميّة.

• استراتيجيّة الاستدامة . تُحدّد الاستدامة نموذج عمل المنظمة بالكامل وعمليّاتها ، وتدعمها أهداف جريئة وحوافز قويّة .

• مُحاذاة القيادة . يدافع الفريق التنفيذيّ عن الاستدامة وتتوافق جميع مستويات الإدارة مع مبادرات SOI الخاصّة بالمنظمة .

• التنظيم والثقافة . الاستدامة مُتأصّلة بعمق في الثقافة التنظيميّة ومفرداتها ، ويتم تحقيق SOI عبر الوظائف من خلال فرق مُتنوّعة .

• الابتكار الشامل . الغرض من الابتكار هو تحقيق نتائج قيّمة ومرغوبة ، إذا قامت الشركة بتحسين قدرات SOI الخاصّة بها ومعالجة العوائق التي تعترض طريق SOI في مؤسّستها. تُعطي أنشطة الابتكار الأولويّة للاستدامة ويتمّ إجراؤها بأكثر الطرق شموليّة ، مما يستلزم التشاور مع مجموعة واسعة ومتنوّعة من أصحاب المصلحة خارج المؤسّسة والمجتمع.

• الإبداع والتصميم . يتمّ توظيف جميع مُقوّمات الابتكار والتصميم الداخليّة في خدمة الاستدامة ويتمّ استكمالها بالخبرة الخارجيّة الإضافية اللازمة لـ SOI.

• التعاون الخارجيّ . تشمل مبادرات SOI ، بشكل كامل ، العملاء ومجموعة واسعة من المُنظّمات الخارجيّة الأخرى من القطاعات الخاصّة والعامّة وغير الربحيّة ، ويتمّ تنسيقها معهم .

• إشراك أصحاب المصلحة . يتمّ إشراك جميع أصحاب المصلحة في المُجتمعات الأكثر تضرّراً بشكل مُستمر ، ويتمّ دمج مُدخلاتهم في عملية التطوّر المرغوب بها .

التوجّه نحو نظام الاقتصاد الدائريّ مع الآر الرباعيّة

يضمن النظام الشامل ونهج دورة الحياة تحقيق فوائد الاستدامة للابتكار بالكامل على جميع مستويات الاستخدام ، وخلال جميع مراحل دورة حياة المُنتَج.

• ابتكار النُظم . نهج نظام كامل ، لخلق قيمة ماليّة وبيئيّة واجتماعيّة من خلال الابتكار ، يتمّ اتّباعه وتمكينه من خلال منصّات وإجراءات تعاون جديدة لتقيّيم الأثر البيئيّ.

• ابتكار دورة حياة المُنتَج . يعمل نهج دورة الحياة ، لابتكار المُنتجات التي تضمن الاستدامة ، على تقليل الاستهلاك وإطالة عمر المُنتَج وإمكانيّة إعادة تدوير المُنتجَات والقطع.

• نموذج الأعمال الدائريّ . يقوم نموذج الأعمال على مبادئ دائريّة وترميميّة ، تزيد من إمكانيّة استعادة القيمة المُتبقّية للمُنتَج ، واستعادة النُظم الطبيعيّة .

نعتقد، بعد ما استعرضناه أعلاه ، أنّ أهمّ نقاط البحث تُشير إلى أنّنا، في سوريا، نحتاج إلى إعادة بناء فكر إداريّ حديث، بل ابتكار وخلق فكر إداريّ جديد، على مستوى جميع المؤسّسات العامّة و الخاصّة، لنصل إلى مستوى ديمومة التّطوّر و الإبداع ! فمارأيكم أنتم ؟

بقلم فريق آينيسيس

تدقيق لغوي: الاستاذة أميمة ابراهيم

هل نمارس في سوريا السياحة البيئية المستدامة ؟

السياحة البيئية هي شكل من أشكال السياحة، والهدف منها حماية الطبيعة من خلال مراعاة القيود البيئية للوجهة السياحية. و تختلف عن السياحة العادية في أنها تتوجه الى الطبيعة الفائقة بتميّزها. تم استخدام كلمة السياحة البيئية منذ 1980 على الأقل وفي عام 1991 أنشأت الجمعية الدولية للسياحة البيئية تعريفاً للسياحة البيئية على الشكل التالي: هي سفر مسؤول في الطبيعة و البيئات الاولية البكر التي بقيت على حالها و لم تفسدها أنشطة البشر، فالسفر المسؤول يساعد على حماية البيئات الطبيعية و التعرّف عليها ودعم رفاهية السكان المحليين واستمرار بقائهم و بقاء تراثهم.

و قد أوجدت أنظمة تصنيف الجودة للسياحة البيئة ومنها التقليل من استخدام الموارد التي تحدث تأثيراً سلبياً على الطبيعة باستخدامها كالطيران او وسائل النقل التي تعتمد على الوقود الأحفوري في السياحة البيئية. و هنا يمكن اختيار الطيران مع شركات الطيران التي لديها سياسة بيئية واضحة او استخدام أفضل البدائل الممكنة وتشجيع النقل العام. كما أن استغلال السياحة للطبيعة البكر يجب أن لا يؤثّر سلبياً على ثقافة الشعوب الأصلية المختلفة.

مصطلح السياحة البيئية هو مصطلح حديث نسبياً..تعتمد السياحة البيئية، مثل السياحة العادية، على رغبة الناس في السفر إلى أماكن خارج مسقط رأسهم والإقامة فيها أو الاكتفاء بالقيام بأنشطة فيها خلال ساعات، مع التركيز على اهتمام الناس بالبيئة والاستعداد لإلحاق أقل ضرر ممكن بها. السياحة البيئية إذاً هي سياحة بيئية واقتصادية معاً. هذا يعني أن شكل السياحة يخلق بوعي طلباً على الأنشطة التي تفي بتعريف المصطلح. ترتبط الأنشطة عادةً بالطبيعة وتسعى لإحداث تأثير إيجابي على الظروف المعيشية للسكان المحليين ، ولكن يمكن أيضاً إجراء السياحة البيئية في المدن على شكل زيارات ثقافية، طالما أن الحدث يلبي أهداف السياحة البيئية.

مثال على هذه السياحة البيئية هو أنواع مختلفة من رحلات السفاري للحيوانات التي تفيد أيضاً السكان المحليين حيث يمكن توظيفهم، على سبيل المثال، المرشدين السياحيين والسائقين وموظفي الفنادق و المطاعم. يوفر هذا مصدر دخل للسكان المحليين ويزيد من احتمالية الحفاظ على الحيوانات. الغوريلا أيضاً مثال على الحيوانات التي استفادت من هذا النوع من السياحة البيئية. الحيتان من الحيوانات الأخرى الشائعة التي ينظم لها منظمو الرحلات في السياحة البيئية رحلات السفاري.

تأخذ السياحة البيئية في الأساس بالاعتبار – للطبيعة والسكان المحليين والمستقبل. إنها سياحة تأخذ نقطة انطلاقها في المشهد الطبيعي والثقافي المحلي ، بشعبها ، والحيوانات ، والنباتات ، والصناعات ، والمواسم ، والتقاليد . و ترتكز على المصطلحات التالية: الحفاظ على الطبيعة ، والوساطة التربوية والمجتمع المحلي. فالفكرة الأساسية هي أن الجذور المحلية للسياحة البيئية تجعل السياحة محركاً للتنمية في المنطقة. هذا يعني أن أولئك الذين يرغبون في الترويج للسياحة البيئية – ونأمل أن يقرأوا هذا الكلام- يريدون الوصول الى المنتجين المحليين للأسماك واللحوم والخضروات و يفضّلون المرشدين المحليين وأصحاب العقارات وقوارب التاكسي والمطاعم وما إلى ذلك. تساهم السياحة بعد ذلك في تنمية ريفية إيجابية في نفس الوقت الذي يحصل فيه السائح على جودة أعلى بكثير في متعته السياحية والمنتجات والخدمات التي يشتريها.

يقول بلال الشايب، و هو باحث بيئي من فلسطين يعمل في مجال الطاقة المتجددة والمياه وعضو في جمعية مركز الاعلام البيئي، في مجلة تسعة للبيئة 2015 :

السياحة بشكل عام هي تجربة فريدة للتعرف على مناطق جديدة وقضاء أوقات ممتعة وأما السياحة البيئية فهي تقتضي ان يتصالح الانسان مع الطبيعة ويصبح جزء من الجهود الرامية إلى الحفاظ عليها , ولتحقيق هذا الهدف لا بد أن تقوم السياحة البيئية على عدة مقومات أهمها. التنوع البيئي للمناطق السياحية من حيث الحياة البرية او التضاريس اوالمناخات للمناطق السياحية.

إمكانية اجتياز هذه المناطق والتجول فيها بطرق بدائية مثل المشي أو استعمال الدراجات الهوائية دون الحاجة إلى استخدام وسائل حماية متقدمة أووسائل تنقل الية مثل السيارات الملوثة للبيئة. القدرة على إنشاء بعض التجهيزات اللازمة لخدمة السائحين مع الحفاظ على التوازن البيئي وعدم التأثير على أي نظام بيئي قائم في المناطق السياحية.

رفع الوعي البيئي للسائح وكذلك جعله أكثر تفاعلا مع قضايا وهموم المناطق التي يزورها. احترام الثقافة المحلية للمناطق التي يتم زيارتها وعدم المساس بحقوق السكان أو بالمعايير والقوانين المتبعة في الدولة التي تقع المناطق السياحية ضمن حدودها.

النشاطات التي تندرج تحت مسمى السياحة البيئية

هناك عدة نشاطات استكشافية تندرج تحت السياحة البيئية بالإضافة الى بعض الأنشطة الأخرى التي يمكن تحويلها الى أنشطة بيئية برغم أنها لا تندرج تحت هذا التصنيف، ويمكن اعتبار النشاطات التالية تعبيرا صريحا عن السياحية البيئية.

تسلق الجبال : ففي العالم اليوم آلاف متسلقي الجبال المحترفين بالإضافة إلى مئات آلاف الهواة الذين جربوا خوض هذه المغامرة الشيقة لاعتلاء إحدى القمم الأشهر في العالم مثل قمم جبال همالايا او قمة جبل كلمنجارو او سلسلة جبال الألب وغيرها من السلاسل الجبلية والمرتفعات الشاهقة حول العالم, ويتم الوصول إلى تلك القمم بواسطة الطاقة الذاتية للمتسلق مما يعني عدم تلوثها.

الرحلات داخل الغابات الممطرة: مثل الغوص في أعماق غابات الأمازون الاستوائية التي تعد رئة العالم, وتشمل هذه الزيارات مراقبة الأنواع الفريدة من الكائنات الحية في تلك الغابات ولا يقتصر الأمر على غابات الأمازون فهناك العديد من الغابات التي يمكن استكشاف الحياة الطبيعية الرائعة فيها.

رحلات مراقبة الحياة البرية: من طيور ونباتات وحيوانات مهددة بالانقراض وتنظم هذه الرحلات في الغالب جمعيات الحياة البرية المتخصصة بحماية الأنواع المهددة بالانقراض وزيادة الوعي البيئي بأهمية كل نوع من أنواع الكائنات الحية.

الرحلات الصحراوية: التي تهدف الى الخروج الى الطبيعة دون قيود حضارية وإقامة الحفلات القائمة على وسائل بدائية لتقديم تجربة صفاء ذهني وروحي للسائح.

رحلات الصيد البري أو البحري: الموافقة للشروط القانونية والبيئية بما يضمن عدم الإخلال بالتوازن البيئي مع دم المساس بالأصناف المهددة بالانقراض.

رحلات تصوير الطبيعة: إذ تقوم الجمعيات البيئية بتنظيم رحلات لهواة التصوير وذلك لمنحهم فرصة للاقتراب من الطبيعة وتقديم أفضل الصور لها.

المشاركة في الفعاليات الدولية البيئية: او تلك الفعاليات المحلية الخاصة ببلد معين والتي تهدف الى تسليط الضوء على بعض القضايا البيئية مثل المشاركة في يوم الأرض العالمي او في ساعة الأرض او في أي مسيرة بيئية تهدف إلى مواجهة خطر معين يحيق بنوع من الأنواع أو بإحدى الغابات والمحميات الطبيعية او غيرها.

تساهم السياحة البيئية في تطور الاقتصاد الأخضر القائم على حماية البيئة واستدامة الموارد كما تزيد من فرص نمو التعليم البيئي في الدول النامية التي تعاني من معدلات عالية من التلوث نتيجة غياب تقنيات معالجة النفايات الصلبة والسائلة وعدم تطبيق قوانين صارمة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية, كما تساهم في الحفاظ على المناطق الأثرية من التدهور بفعل الممارسات الخاطئة لبعض السائحين والتي تؤدي الى حرمان العالم من موروث ثقافي مهم، وبالتالي فإن للسياحة البيئية فوائد جمة لا تقتصر على البيئة بل تتعداها الى الاقتصاد والثقافة وحقوق الإنسان وهو ما يزيد فرص نموها عام بعد عام.

في النهاية نود، نحن فريق آينيسيس، أن نؤكد أن السياحة البيئة هي مصدر بيئي للإلهام و مفهوم تجاري جديد و واحد من أسرع الصناعات نمواً. فالسياحة البيئة لا تختصر فقط على زيارة الأماكن الطبيعية في حالتها البدائية للاستمتاع بالبيئة والطبيعة ،كما شهدنا في بعض المبادرات في سوريا التي تحدث مرة في السنة، و لكنها يجب أن تقوم بدعم وتنمية المناطق الريفية بما يلائم بيئتها ودعم السياحة التجارية بطريقة مثمرة و مستدامة تراعي الاقتصادات التقليدية وثقافات السكان الأصليين و تخلق جواً من الاستمرارية المتكررة. و هنا يأتي دور وزارة السياحة في دعم كل هذا من خلال توفير وسائل النقل والطرقات السليمة و النظيفة و تسهيل الوصول لهذه المناطق و نشر الوعي البيئي عند الراغبين في السياحة. و إعطاء حق الآولوية للسكان المحليين على الاستثمار و منع المنشآت السياحية الضخمة من التواجد بحيث تُفسِد البيئة البكر. و يجب أن لا ننسى أن السياحة البيئية أنها تحمي القيم الطبيعية والثقافية الفريدة حول العالم، وتسبب أضراراً بيئية أقل من السياحة الأخرى.

هل بإمكانك أن تذكر إسم لجمعية سورية تدعم السياحة البيئة ؟

فريق آينيسيس تابع جمعية سنديان و جمعية حريرنا السوري و أكتشف ان أحد اهدافهم هو من نوع دعم السياحة البيئيةخ.. هل لديك معرفة لجمعيات أخرى؟ هل تشارك بنفسك بأنشطة تدعم السياحة البيئة، و هل بإمكانك أن تذكر لنا نوع الأنشطة؟ هل سمعت عن جمعية سورية تدعم السياحة البيئية و تنال دعم من وزارة السياحة أو وزارة أخرى؟

الطاقة الشمسية و الكهروضوئية


تُعدّ الطاقة الشمسية إحدى أنواع الطاقات المُنتجة لعصب الحياة (الكهرباء)، والتي شاعت تحت مُسمّى الطاقات البديلة لأشكال الطاقة التقليدية كالنفط والغاز، وفي بعض البلدان الطاقة النوويّة. لكن يختلف الأمر بالنسبة للبلدان النامية، حيث يصحّ تسمية هذه الأشكال الجديدة من الطاقة بالطاقة المُساعدة، ذلك أنّها غير قادرة بسبب الظروف الصعبة المحيطة، أن تكون بديلاً كاملاً عن النفط والغاز، على الأقل في المدى المنظور والمتوسط، هذا يُدلل على أهمية السير بهذا الطريق لخلق طاقات مُساعدة ومتنوّعة من أجل تقليص الاعتماد على مصادر لاتزال السبب في خوض حروب إقليميّة ودولية باهظة الكُلفة على مستهلك الطاقة الأخير، أي المواطن

عندما يتعلّق الأمر بالطاقة الشمسيّة، فإنّنا نرى توافر الفرص لأيّ دولة في ثلاثة مجالات رئيسيّة : حقول شمسيّة واسعة النطاق، تطبيق الطاقة الشمسيّة اللامركزيّة والعملاء من القطاع الخاص الذين يقومون بتركيب الألواح الشمسيّة على أسطح منازلهم. هناك طرقٌ مُختلفة لمساعدة المواطنين على هذا الانتقال إلى مشهد طاقة أكثر لامركزيّة و إتاحة الفرصة لإنتاج الكهرباء المُتجدّدة الخاصّة بهم

حقول شمسيّة واسعة النطاق

تتمثّل الفرصة الأولى في تطوير حقول كهروضوئيّة واسعة النطاق، خاصةً وأنّه يمكن الاستفادة من الوضع الحاليّ حيث تتوافر النيّة للقيام  بإعادة الإعمار، و تمكين البنيّة التحتيّة الحاليّة بما يتناسب و إيجاد  حقول كهروضوئيّة، من الأمثلة على ذلك حقول الطاقة الشمسيّة ٥ ميغا واط في مزرعة الرياح پارك ساينوغ في ويلز، والتي أصبحت  في عام 2017 جاهزة للعمل

مثال آخر هو تطوير حقول هارينغڤليت في هولندا، وهي حديقة هجينة للطاقة المُتجددة حيث يتّم تطوير ستة توربينات رياح وألواح شمسية وبطارية معاً، وربطها بالشبكة عبر نفس الوصلة، وقد تمّ تشغيل هذه الحقول المُختلطة للطاقة المُتجدّدة في عام 2020

مثال أخر من بولندا، حيث تمّ إنشاء طريق للدرّاجات الهوائيّة وغيرها، يعتمد على مبدأ تخزين الطاقة الشمسيّة وتحويلها لمصدر إنارة بلون أزرق ناعم خفيف وكافٍ لإنارة الطريق ل10 ساعات

إنتاج الطاقة اللامركزيّ

بالإضافة للاستثمار في الطاقة الشمسيّة على نطاق واسع، تستطيع الدول بمؤسساتها الخاصّة بإنتاج الطاقة، تسهيل إنتاج الطاقة اللامركزيّة على مستوى الاستهلاك للعملاء من الأفراد والشركات، الأمر الذي سيخلق خدمات طاقة جديدة حيث تُقدّم الدول حلولاً تلبي احتياجات العملاء وتُمكّنهم من إنتاج واستهلاك كهرباء عبر الخلايا الشمسية الخاصة بهم

العملاء ينتجون الكهرباء الخاصّة بهم

اعتماداً على الألواح المحليّة، ويمكن دمج أنظمة التخزين المنزليّة مع أنظمة الألواح الشمسيّة، الأمر الذي سيُقلّل من استخدام الكهرباء اعتماداً الشبكة بأكثر من 30٪ غالباً، ومن هنا أصبحت مؤسسات الدولة الخاصّة بإنتاج الطاقة في البلدان الأوربية لاعباً مُهمّاً في مجال مُساعدة عملائها المحلييّن على إنتاج الكهرباء المّتجدّدة الخاصّة بهم مباشرة من خلال أسطح منازلهم، وذلك عبر ارشادات و نصائح يتّبعونها لاختيار أنظمة الألواح الصحيحة

تنمية إنتاج الطاقة الشمسيّة

في عام 2017، تم تركيب ألواح تُنتج أكثر من 100 غيغا واط من الطاقة الشمسيّة حول العالم، حيث أصبح إنتاج الكهرباء يعتمد على  حصّة مُتزايدة من الطاقة الشمسيّة. و هذا أمر مُبَشِّر لإنّه يُشير إلى توافر خبرات و نتائج نستطيع الاستفادة منها عمليّاً لا نظريّاً فقط، وذلك عبر زيارات استطلاعيّة و بحثيّة لأماكن تواجد تلك التجارب مثلاً

كيف تُؤثر الطاقة الشمسيّة على البيئة ؟

ينشأ التأثير البيئي، بشكل أساسي، عند تصنيع الألواح الشمسيّة، فتشغيل محطات الطاقة الشمسيّة خالٍ من الانبعاثات، وبالتالي فإن إنتاج الألواح وزيادة الاعتماد على الطاقة المُتجدّدة سيؤدي إلى تأثير  أقل سلبيّة على البيئة، ولكن يوجد أيضاً استخدام للموارد أكثر كفاءة وعمليات إنتاج أكثر جودة، وكمثال على أسلوب و طريقة يعتمدها خبراء ناجحين في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، قيامهم بدراسة وتحليل دورة الحياة، وذلك لمراقبة الجوانب والآثار البيئيّة للطاقة الشمسيّة، ما يمنحنا بيانات بيئيّة لكل من الأنظمة الكهروضوئيّة الحاليّة للاستخدام الخاص والمُتغيّرات واسعة النطاق

لذلك ينبغي على كلّ مؤسسة معنية بإنتاج الطاقة في أيّ دولة  أن تضع العديد من الشروط الصارمة لدى اختيار مُورّدي الألواح الشمسيّة والمُحوّلات. إن التشديد على المُطالبة بالجودة والديمومة هو أحد تلك الشروط، وينطبق الشيء نفسه على الظروف التجاريّة والقانونيّة. يجب على المُورّدين الامتثال لقواعد السلوك الأخلاقيّة الخاصّة والتي تضمنها الدولة لمواطنيها و شركاتها أيضاً

إنّ اعتماد الطاقة المُتجدّدة كمصدر لتوليد الطاقة على نطاق واسع، مطلوب لتحقيق هدف البيئة النظيفة، و تحقيقه يتطلب توافر مساحات واسعة، سواء على الأرض أو في البحر

تتناوب الألواح الشمسية وخطوط الزراعة – مثال من هولندا

– يتكوّن الحقل من صفوف من الألواح الشمسيّة تتخلّلها خطوط مزروعة بمحاصيل مختلفة ، تعتمد أسلوب الزراعة العضويّة، الأمر الذي يعني تركيب ألواح الشمسيّة بعدد أقل بكثير من المعتاد لكل هكتار ، كما تقول آن ماري شوتين ، رئيسة قسم تطوير الطاقة الشمسيّة في هولندا. نحن نستخدم الألواح الشمسيّة من كِلا الوجهين للتأكّد من الاستفادة الكاملة والكافية من مصدر الضوء . يلتقطون الضوء المُنعكس من التربة والمحاصيل والصفوف المُجاورة، ويستخدمونه لإنتاج الطاقة الشمسيّة، بالإضافة إلى ذلك، يتمّ تدوير الألواح بحيث تتبع أشعة الشمس، ما يؤدي إلى تعاظم الإنتاج. من المُتوقع أن تبلغ سعة الحقول 0.7 ميغا واط

تتبّع الشمس

خلال أربع سنوات من المشروع سيمبزون الهولندي المذكور اعلاه، تمّ تطوير خوارزميّة لتتبّع الطاقة الشمسيّة، وذلك من قبل منظمة الابتكار، والغرض من ذلك هو متابعة الإنتاج الزراعي وإنتاج الطاقة ودراسة تأثير خطوط الزراعة والتنبّؤات الجويّة ( التغيّرات المناخية ) وأسعار الطاقة وظروف التربة، وإذا أمكن، سيتمّ تحسين الخوارزميّات بالتعاون مع الشركة السويدية الوطنية لإنتاج الطاقة ڤاتينفال مع آيريس هوغيسكول 

بالإضافة إلى ذلك، تتمّ مراقبة تأثير نظام التتبّع الشمسيّ على المحاصيل والأمراض وقابلية استخدام المزارع من قبل آيريس هوغسكول، أكبر مزرعة عضويّة في هولندا، و هيموس، وهي مؤسّسة تعمل من أجل الانتقال إلى الزراعة التي تأخذ حماية البيئة في عين الاعتبار أكثر . يتمتّع الطرفان بخبرة واسعة، بالفعل، في مجال زراعة الخطوط

الطاقة الشمسيّة في مجال انتاج الوقود

حقّقت الصين ابتكاراً مُذهلاً وذلك بتحويل الطاقة الشمسيّة إلى وقود سائل، من خلال مشروع يُنتج منتجاً سائلًا يحتوي على 99.5٪ من الميثانول ، وفقًا للتلفزيون الصيني. النجاح،الذي تحقّق في يناير عام 2020 ، وحصل مُؤخرًا على تغطية الاعلامية، هو المحاولة الأولى، على النطاق العالمي،  للتجميع المباشر للوقود الشمسيّ. وقال التقرير، نقلاً عن خبراء، أنّ المشروع، إذا تمّ تشغيله بكامل طاقته، يُمكنه إنتاج 1500 طن من الميثانول سنويّاً، وأنّه يستهلك 2000 طن من ثاني أُكسيد الكربون ويُولّد 15 مليون كيلوواط / ساعي من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسيّة

والجدير بالذكر أنّ الطاقة الإنتاجيّة السنويّة للميثانول ، تبلغ في الصين حوالي 80 مليون طن، وفي عام 2019، شكّلت انبعاثات ثاني أُكسيد الكربون من الصين  29 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.  إذا تمّ استخدام الوقود الشمسيّ لتصنيع الميثانول، فيُمكن تقليل انبعاثات مئات الملايين من الأطنان من ثاني أكسيد الكربون كل عام

بعد هذه الجولة السريعة والبسيطة حول العالم، والتي تناولت مجال تطوير استخدام الطاقة الشمسيّة، يهمّنا كفريق آينيسيس أنّ نُشدّد على أهمية حوكمة الدولة لهذا القطاع، و تعاونها مع القطاع الخاص بحيث تُقدّم للمواطنين أفضل الأنظمة، و تمنع  توريد الألواح الرديئة

فعندما تحتكم الدولة إلى القانون في مجال إنتاج الطاقة، تستطيع  تقديم الخيارات الأفضل للسوق الوطنيّة، و تعطي الخيارات الصحيحة للمواطن،  مما يُعزّز الثقة بين الحكومة و المواطن، ويمنع السوق الفاسدة من خداع المواطن و هدرالمال العام،  بالإضافة لحماية المستهلك

هذا ويجب التنويه إلى أن الخبراء في مجال الطاقات المتجددة يتضاربون بآرائهم حول جدوى الإنتقال المباشر والسريع من استخدامات أنواع الطاقة التقليدية إلى الطاقات المتجددة على اعتبار أن الثانية تستخدم الأولى في دورتها الإنتاجية (تصنيع البطاريات، والألواح وغير ذلك من المواد التي يجب تصنيعها بالمعامل والتقنيات المعهودة). هذا يعني أن الجدوى البيئية قد تكون غير مثبتة بشكل كامل وعلى المدى الطويل

دمتم و دامت سوريا بكلّ خير

الفريق المُؤسّس لآينيسيس

تدقيق لغوي: الاستاذة أميمة ابراهيم

making change towords inclusive societies.

Making Change towards Inclusive Societies: The Soft
Power of Community Archaeology in Building
Cultural Heritage in Mozan, Syria

Yara Moualla and Gayle McPherson *
School of Media, Culture and Society, University of the West of Scotland, Glasgow G72 0LH, UK

  • Correspondence: gayle.mcpherson@uws.ac.uk
  • Received: 2 June 2019; Accepted: 21 August 2019; Published: 28 August 2019 at Journal Sustainability

Abstract: This paper investigates the soft power of community archaeology in transforming isolated
and diverse communities into a more inclusive society, by reviewing community archaeology as a
concept, and as a process, through the case of inclusive cultural heritage in Mozan, Syria. A theory of
change underpinned key interventions in Mozan to track shifts in the social behaviour of locals from
cultural isolation towards participation, partnership and inclusion, while investigating the process of
establishing understanding, acceptance and mutual trust within communities. The research adopted
an ethnographic study and used qualitative research methods. These relied primarily on direct
observations and open ended, semi-structured and in-depth interviews with local communities, an
archaeological mission and governmental and civic stakeholders involved in the area. The fieldwork
research was informed by conducting a review of literature on the impact of culture and heritage in
social contexts, social inclusion and cultural diplomacy. The paper demonstrates how the contribution
of community archaeology in soft power change has assisted personal and community empowerment
through inclusive cultural heritage on an individual level while strengthening social networks to
mobilise the impact on the community as a whole. It reveals how such a project enhanced dialogue,
increased awareness, and built and contributed to mutual understanding in order to support a shift in
the harder area of symbolic community thinking and attitude, against a backdrop of conflict, war and
isolation and builds the basis for inclusive cultural heritage tourism.
Keywords: community archaeology; inclusion; inclusive growth; soft power; cultural heritage;
cultural tourism; cultural diplomacy; Syria.

Website Built with WordPress.com.

Up ↑